إلى رحمة الله
وزير
العدل السعودي السابق
3-
معالي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه اللّه
1339-1428هـ = 1921-2007م
بعد
معاناة مع المرض والشيخوخة انتقل إلى رحمة الله تعالى بمدينة الرياض وزير العدل
السعودي الأسبق معالي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله . وذلك
يوم الثلاثاء 22/ ربيع الأول (بالتقويم السعودي) 21/ ربيع الأول 1428هـ بالتقويم
الهندي الموافق 10/ أبريل 2007م . رحمه الله وأدخله جنته العلياء . وصُلِّي عليه
بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض ودفن بمقبرة العود قريبا من والده الشيخ
المفتي محمد بن إبراهيم رحمه الله.
كان الشيخ
رحمه الله أحد أعلام الدعوة والعلم والفضل ومكارم الأخلاق في عصره ، كان يميزه
العلم الغزير والحلم الكثير الذي يزين أهل العلم بشكل لايزينه به غيره من الخصائص
الإنسانية الكثيرة. إنّه حقًّا كان ممن وسعوا الناسَ بأخلاقهم وإن لم يسعوهم بأموالهم
، وكان يتمتع إلى جانب تضلّعه من علوم الشريعة بالنظر الثاقب والبصيرة النافذة
والعقل المتفتح والرأي السديد؛ فكان مرضيًّا لدى العلماء والمشايخ ومحبوبًا لدى
الجماعير ومرجعًا لرجال السلطة والقيادة في المملكة العربية السعودية .
شغل عدة مناصب
هامّة دينية ودعوية وشرعيّة . منها «رئيس الدعوة والإرشاد
والإفتاء والبحوث» و «رئيس المجلس القضاء
الأعلى» و «وزير العدل» وهو
المنصب الأخير الذي تقاعد منه في أواخر عام 1409هـ ، وكان قد تولاّه في 8/ شوال
1395هـ . وكان التقاعد على طلب منه لظروفة الصحيّة . وشهدت وزارة العدل على عهد
وزارته تطورات إيجابية واسعة شملت جميع مرافقها .
موجز من سيرته الذاتية
*
اسمه : إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسين بن محمد
بن عبد الوهاب.
* ولِدَ رحمه
الله في مدينة الرياض بحي دُخْنَة عام 1339هـ (1921م) .
* تعلم
العلم
من والده المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف رئيس القضاة والشؤون الدينية
المتوفى عام 1389هـ ؛ ومن عمّه الشيخ الأديب الفقيه عبد اللطيف بن إبراهيم رحمه
الله المتوفى 1386هـ ؛ ومن الشيخ المفسر الأصولي المحقق محمد الأمين الشنقيطي رحمه
الله المتوفى 1393هـ ؛ ومن الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
المتوفى . ثم افتُتِحَ المعهد العلمي الشهير بالرياض ، فالتحق به ، فكان من
المتخرجين منه ضمن الدفعة الأولى التي تخرجت فيه عام 1377هـ .
* المناصب
التي تولاّها : عُيِّن مديرًا عامًّا لدار الإفتاء التي أسست عام 1374هـ
؛ ثم عُيِّن نائبًا للمفتي لشؤون الإفتاء . وذلك عام 1381هـ . ثم عين رئيسًا
لرئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، وأوجد ضمنها اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وعين رئيسًا لها أيضًا ، كما شكلت هيئة كبار
العلماء ، وانتخب عضوًا لها أيضًا. ثم عُيِّن وزيرًا للعدل في 8/1/1395هـ ، كما
انتخب رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى بعد وفاة رئيسه السابق الشيخ عبد الله بن حميد
رحمه الله .
* ظل
رحمه الله مثالاً للعالم العامل ، فكان سبّاقًا إلى عمل الخير يقوم به بنفسه
، ويحرض الناس عليه ، ويسعى لقضاء حاجة الناس ، ويرغب فاعلي الخير في تحقيق حاجة
كل محتاج ، وإنجاز كل عمل إسلاميّ يعم نفعه ويدوم خيره ، ويواصل الشفاعة الحسنة
لقضاء حاجات الناس . كما كان دائم العمل على تدعيم اللجان الخيرية وجمعيات البرّ
والمؤسسات الدعوية والتعليمية في داخل المملكة وخارجها .
عاش
حياة كريمة حافلة بالحسنات والعطاءات التي ستبقى ذكرى خالدة وصدقة جارية بعد
وفاته. كثّر الله أمثاله، ونفع بهم الأمة، وعمّم الخير، ورفع الشرّ، وقمع الظلم.
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو
– أغسطس 2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.